«بعيون سعودية» يهدف إلى صقل المواهب الإخراجية

إجراءات مطوّلة عاشها برنامج «بعيون سعودية» سبقت الإعلان عن إطلاقه، فالبرنامج الذي يقدّمه الممثل الكوميدي السعودي ناصر القصبي على شاشة «إم بي سي 1» بدأت أولى خطواته قبل أربعة أعوام، حينما أرادت الشركة المنتجة المنفّذة أن تفتح المجال لبعض المخرجين والمخرجات السعوديين لإبراز ما لديهم من قدرات عبر تقديم أفلام قصيرة أو ما يمكن أن يُطلق عليها سهرات تلفزيونية لا تتجاوز مدتها نصف ساعة

وعلمت «الحياة» أن الشركة التي حازت على الاعتماد من مجموعة «إم بي سي» خاطبت بعض المخرجين بطريقة انتقائية، بعضهم من الممارسين فعلاً وسبق لهم المشاركة في بعض المهرجانات السينمائية، اضافة الى آخرين هواة لم تسبق لهم المشاركة، داعيةً إياهم لتقديم أفكار ونصوص لأفلام، تمهيداً للقيام بتصويرها وإنتاجها بمعدّل فيلمين لكل مخرج من المخرجين الـ15 الذين تم اختيارهم، مع دعمهم بموازنة مالية تبلغ 75 ألف ريال عن كل فيلم، من دون إيضاح تفاصيل لما.

برنامج «بعيون سعودية» الذي انطلق بثّه أخيراً من دون أن تسبقه حملة إعلانية مكثّفة كما اعتادت مجموعة «إم بي سي» أن تفعل مع برامجها بخاصةً تلك التي تعتمد على التنافس بين الهواة، الأمر الذي فُسر بعدم رضا القناة على المُنتج المقدّم، بدليل عرضه خلال فترة يُعرف بضعفها تلفزيونياً، يضم لجنة تحكيم مكوّنة من مقدّم البرنامج ذاته وهو ناصر القصبي، إلى جانب كل من المخرج السوري حاتم علي والناقد عبدالله حبيب، إضافة إلى مشاركة مقتضبة من المخرج السينمائي السعودي فهد الأسطا. كما أنه يشكّل ثاني تجربة سعودية تستهدف المخرجين بعد تجربة قناة «روتانا» عبر برنامج مهرجان الفيلم السعودي، الذي شارك فيه كلجنة تحكيم المخرجة السعودية هيفاء المنصور والممثلان خالد الحربي وعبدالإله السناني. إلا أن أبرز اختلاف بين البرنامجين يكمن في أن الأول اعتمد على الانتفاء، فيما أتاح الأخير المجال للتنافس بين الراغبين بالمشاركة.

وقدّم معظم المخرجين المشاركين في برنامج «بعيون سعودية» فيلمين لكل منهما، كلها سُتعرض خلال الحلقات اليومية، إلا أن آخرين اكتفوا بتقديم فيلم واحد فقط، من دون أسباب واضحة لذلك، إلا أن تفسيرات تحوم حول الاعتراض على عدم تغطية الموازنة المرصودة لتكاليف كل فيلم، إضافة إلى ضبابية الخطوات اللاحقة التي تتبع تقديم الأفلام.

وأجمع عدد من المخرجين السعوديين على أهمية إطلاق البرامج التي تُعنى بإكساب المواهب الإخراجية، مشترطين تقديمها بالشكل الأمثل الذي من شأنه صقل تلك المواهب ومنحها الفرصة المناسبة لإثبات إمكاناتها وقدراتها، معتبرين أن مثل تلك البرامج تشكّل حراكاً إيجابياً من حيث الشكل، ولكن يجب الاهتمام بالمضمون لتكتمل صورة هذا الحراك.

وقال المخرج خالد الطخيم: «أي حراك فني يساهم في إثراء الساحة الفنية يعدّ مقبولاً. فكرة وجود البرامج التي تختص باكتشاف المواهب الفنية سواء من مخرجين أو غيرهم يعدّ أمراً ضرورياً»، لافتاً إلى أن العبثية في أي مجال مرفوضة، ولكن يجب على من ينفذوا هذا النوع من البرامج أن يحرصوا على جودة المُنتج، وتفعيل العناية بالمخرجين المشاركين، كما لا بد أن يكون القيّمون وأعضاء لجنة التحكيم على قدرٍ كافٍ من الإدراك في هذا المجال، سعياً لتقديم الفائدة للمتلقي.

وأضاف: «تجارب هذه البرامج ظهرت بصورة متفاونة، فمثلاً برنامج «الفيلم السعودي» الذي كان يُبث على قناة «روتانا» لم يكن بالمستوى المأمول، بخاصةً أن المتخصصين في الشأن الإخراجي من أعضاء لجنة التحكيم كانوا غائبين عدا المخرجة هيفاء المنصور، ما تسبّب في رؤى نقدية ناقصة وغير كافية، في حين يظهر برنامج «بعيون سعودية» على العكس، لكونه يحمل أطروحات إيجابية إلى حدٍ ما»

واعتبر الطخيم أن توقيت عرض برنامج «بعيون سعودية» لم يكن موفّقاً، وعزا عدم عرضه في الفترة الذهبية، الى كونه لم يحظَ بجانب تسويقي ومادي جيد، «بالتالي تم اختيار هذه الفترة تحديداً، لكن ذلك لا يقلّل من جودة العمل».

وأوضح المخرج عامر الحمود، أن المخرجين السعوديين موجودون، ولكنهم بحاجة إلى إعطائهم الفرصة الكافية، منوّهاً بأن البرامج التي تستهدف استكشافهم يجب أن تضع في الاعتبار العمل على تطويرهم وصقل قدراتهم، حتى لا تكون شكلاً فقط، معتبراً أن منح الفرصة أهم من اكتشاف الموهبة

وأضاف: «المخرجون السعوديون متوافرون، إلا أنهم للأسف لا يمنحون الفرصة الكافية، فكثير من القنوات التلفزيونية لا تثق بأي مُنتج سعودي، سواء كان مخرجاً أو منتجاً، الأمر الذي يعني صعوبة حصول المواهب الإخراجية على الفرصة التي تتيح لهم إبراز ما لديهم من إمكانات».

وذكر أن البرامج التي تُعنى بالمخرجين مهمة، مشيراً إلى أن برنامج «بعيون سعودية» كان يفترض عليه أن يمنح الفرصة للجميع، لا أن ينتقي أسماء محدّدة، «قد يكون هناك الكثير من المواهب التي لا نعرفها، وبالتالي من حقها المشاركة وتقديم ما لديها». وشدد على ضرورة مراعاة توقيت عرض هذه البرامج لتصل إلى أكبر قدر من الجمهور وتوعيتهم بتفاصيل هذا المجال الذي يجهله كثيرون.

http://alhayat.com/Articles/9435969/-%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9--%D9%8A%D9%87%D8%AF%D9%81-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%B5%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%87%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D8%A9