من المقرر أن ينطلق خلال الأيام القليلة المقبلة «مهرجان الأفلام السعودية»، وذلك عبر العرض التلفزيوني بعد أن صدرت موافقة وزارة الثقافة والإعلام، ومن المتوقع أن يستمر لمدة خمسة أيام متتالية، بمركز أبرق الرغامة في مدينة جدة (غرب السعودية)
والأفلام التي ستعرض سيكون فيها التركيز على القصيرة الوثائقية منها والروائية، فيما لن يتم قبول أي فيلم مشارك إلا بعد التأكد من أن جميع كوادر العمل من السعوديين، مثل طاقم المخرجين والمصوريين وفني الإضاءة والمؤلفين والممثلين وغيرهم. كما أن هذا المهرجان الذي ينظر له كحل وسط، يجد فيه الفنانون والمنتجون السعوديون في هذا المجال فرصة لعرض إنتاجهم، في ظل عدم السماح بالسينما حتى الآن، ويستهدف إيجاد وتشجيع الكوادر المحلية، خصوصاً في ظل التميز الكبير لهم في مجال الإعلام الجديد في مواقع التواصل الاجتماعي مثل موقع اليوتيوب.
وكان تقرير لشركة «رواد ميديا للإنتاج السينمائي» ذكر أن الإنتاج السينمائي السعودي للعام 2011 بلغ ما يقارب 22 فيلماً سعودياً، لتضاف إلى القائمة السابقة خلال الأعوام الماضية، والتي بلغ مجموعها 208 أفلام سعودية، تنوعت في فئاتها ومضمونها، ليصبح الإنتاج السينمائي السعودي بنهاية العام 2011 قد بلغ 230 فيلماً سعودياً, حيث ستصنف جميع الأفلام السعودية للعام 2010 بالأفلام القصيرة والوثائقية والرسوم المتحركة، باستثناء فيلم روائي طويل يتيم، متمثلاً في فيلم «المؤسسة» للمخرج الشاب فهمي فرحات
في حين أن الإنتاج السينمائي السعودي قد تقلص بنسبه 38% عن إنتاج عام 2010، إذ شهد إنتاج 35 فيلماً، وانخفض بنسبه 65% عن عام 2009، والذي شهد إنتاج 62 فيلماً, فيما تتباين الآراء حول وضع السينما السعودية ما بين دعوات لإيجاد حلول وسطى لمنعها، وانتقادات لغيابها
وبالمقابل يرى المتابعون أنها، وفي ظل حضور عالمي، استطاعت الحضور المحلي من خلال مهرجانات تنظمها جهات أجنبية في السعودية، مثل مهرجان الأفلام الذي نظمه نادي القناصل الآسيويين، وشاركت السينما السعودية فيه بثلاثة أفلام هي: فيلم «عايش» للمخرج عبدالله العياف، وفيلم «جدة ملتقى الثقافات والحضارات» للمخرج ممدوح سالم، وفيلم «مهمة في وسط المدينة» للمخرج محمد هلال
وقد شاركت السينما السعودية كذلك في مهرجان الأفلام الأوروبية والذي نظمه الاتحاد الأوروبي، وشاركت فيه 8 دول أوروبية, إضافة إلى مشاركاتها على المستوى الدولي, حيث حضرت الأفلام السعودية بقوة، فقد رصدت مشاركة أكثر من 40 فيلماً سعودياً في 10 مهرجانات ومحافل دولية وعالمية، في حين تمت المشاركة في 10 مهرجانات عربية. وكانت الأفلام المشاركة متنوعة الإنتاج، فكان 32 فيلماً من إنتاج عام 2010، وتسعة أفلام من إنتاج لسنوات سابقة
ومن أبرز الجوائز التي حققها السعوديون: جائزة المركز الثاني للفيلم الوثائقي «فوتون» للمخرج عوض الهمزاني، في مهرجان أبوظبي السينمائي بمسابقة أفلام من الإمارات، ونال الجائزة الثالثة الفيلم الوثائقي «ليلة عمر» للمخرج فهمي فرحات في مهرجان أبوظبي السينمائي. وأيضا تمكن السعوديون من خلال منجزاتهم من لفت الأنظار لدرجة الاستعانة بهم كحكام، مثلما شارك سينمائيون سعوديون في أحد أهم المهرجانات، هو مهرجان «تروب فيست أرابيا»، ممثلين بالمخرج ممدوح سالم والمخرجة عهد كامل, فيما نقل في وقت سابق عن وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة أنه قد أبدى استعداد وزارته لمراقبة محتوى ما يعرض في دور السينما حال الموافقة على إنشائها رسمياً, وصادق خوجة على تصريح سابق لأمين الرياض الأمير عبدالعزيز بن عياف أكد فيه أن دور العرض السينمائية باتت ضرورية بقوله: «إن أمين الرياض لم يقل هذا الكلام، إلا وهو على علم بإمكانية وجود توجهات حكومية لإنشائها»
يذكر أن 22 فيلماً سعودياً منتجاً هو حصيلة عام كامل للسينما السعودية الشابة، والتي ما زالت تتأرجح في الإنتاج والإنجاز، في ظل غياب الدعم والاعتماد على الجهود الفردية للهواة
http://www.okhdood.com/?act=artc&id=9732