top of page

أفلام عن التغيير في السعودية ورفض الضغوط

إيلاف

محمد موسى من دبي: عرض مهرجان الخليج السينمائي الأول والمقام في مدينة دبي الامارتية، فيلمين لافتيين عن السعودية والسعوديين، البارحة، ضمن عروض مسابقة الافلام التسجيلية الطويلة، وفي اليوم الثالث للمهرجان عرض فيلمي: "السعوديون في اميركا" للمخرج السعودي فهمي فرحات، وفيلم ما وراء الرمال للمخرجة السعودية نور الدباغ. الفيلمان يتشابهان كثيرًا في سعيهما لتقديم الوجه غير المعروف للسعودية للمتفرج الغربي وبالاخص الأميركي، وكذلك محاولة تفسير الكثير من الظواهر الاجتماعية في الحياة السعودية للمتفرج الغربي، الذي يواجه مشاكل كبيرة مع بعض القضايا هناك، منها حقوق المرأة في المملكة، هيمنة التيار الديني المحافظ على الحياة العامة هناك، العداء للغرب والولايات المتحدة،على خلفية ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 من ضرب مركز التجارة العالمي في مدينة نيويوك، واكتشاف الاصول السعودية لأغلب اعضاء مجموعة الإرهابيين تلك.

السعوديون في اميركا يقدم المخرج السعودي الشاب فهمي فرجات والمقيم في اميركا جزءًا من تجربته الخاصة في فيلمه "السعوديون في اميركا"، لم يتحدث المخرج عن اشياء لا يعرفها او لم تصادفه منذ حوادث الحادي عشر من سبتمبر، لذلك’ تبدو الاسئلة ومقاربة المخرج ناضجة ومتفهمة. هو في الفيلم يتحدث الى عائلته التي تعيش هناك، اصدقائه، وبعض الاميركيين العادين، عن العالم الذي تغير بعد الحوداث الارهابية تلك، لماذا فقد الاصدقاء الثقة فيما بينهم، وتحولت العلاقة كلها الى موضوع للشك والريبة.

بعد حوارات طويلة مع سعوديين يعيشون هناك، اتجه الفيلم الى توضيح بعض القضايا التي تحولت الى مواضيع حساسة للاعلام والسياسين في كل من اميركا والسعودية. الفيلم يقدم ايضًا مجموعة ممتازة من الشخصيات النسائية السعودية التي قدمت بحساسية كبيرة شهادات عن تجاربهن في اميركا والسعودية وحبهن لكلا البلدين.

بسبب حساسية الموضوع وجديته، تحولت بعض الشهادات السعودية الى مجرد الدفاع عن بعض "التهم" الغربية، من دون اعطاء النفس الفرصة للتفكير الجدي بالقضايا المطروحة، وابعاد النقاش عن المناكفة، احدى سيدات الفيلم تحدثت مثلا ان بعض النساء في السعودية، يفرحن بزواج ازواجهن من امراة ثانية، هذا ضمن تعليقها عن اختلاف التقاليد الحياة السعودية عن الغربية، وان ليس كل ما يصلح للبعض يصلح للجميع.

قضية منع قيادة المرأة للسيارة، حصلت على نصيبها طبعًا من النقاش، الذي اعتبره بعضهم في الفيلم، تقليدًا جيدًا لأن الحاجة الى القيادة تنتفي مع وجود السائق!! (ماذا عن النساء اللواتي لا يملكن الوضع الاقتصادي المناسب لدفع اجور السائقين). بعض الشهادات تضمنت التشكيك بالرواية الرسمية لانهيار البرجين في نيويوك، وبتورط السعوديين فيها. معظم من شارك في الفيلم رجعوا الى السعودية خلال السنوات القليلة الماضية بعد انتهاء دراستهم او عملهم هناك، شاب واحد فقط من الذين شاركوا في الفيلم ابعد عن الولايات المتحدة الاميركية بسبب ما يقال عن تورطه مع التيار المحافظ هناك، لا تبدو الشهادات الاخيرة لسعودي الفيلم سلبية او مستفزة، هي تحمل الكثير من الحب للمجتمع الاميركي الذي وصفوه بالتسامح والطيبة، وبأن الكثير من العمل بإنتظار كلا البلدين لفهم بعضهما.

ما وراء الرمال ترافق المخرجة السعودية الشابة نور الدباغ مجموعة من طلبة جامعة هارفرد الاميركين في جولة لمدة عشرة ايام في المملكة العربية السعودية، ضمن برنامج تنظمه السعودية ويشرف عليه احد الامراء الشباب، البرنامج الذي بدأ منذ سنوات يتضمن دعوة طلبة فقط للاطلاع على الحياة في السعودية، وازالة بعض من سوء الفهم الذي يحيط علاقة السعودية بالعالم الغربي.

جولة الطلاب تتضمن زيارات يغلبها الطابع السياحي، للصحراء او اماكن اثرية وجامعات خاصة، الجولة توفر ايضًا الفرصة للطلاب للقاء مجموعة من سيدات الاعمال في السعودية ومجموعة من رجال الدين المحافظين. يتأثر الطلاب كثيرًا بأجواء الترحاب في المملكة، ولقاءاتهم مع امراء من العائلة المالكة، التأثر لم يوقفهم عن طرح الاسئلة عن القضايا الحساسة، وخاصة عند لقائهم مع مجموعة من قادة التيار السلفي، الذين كانوا معتدلين كثيرًا امام الطلاب وامام الكاميرا.

في واحد من مشاهد الفيلم يقدم احد قادة التيار المحافظ ،الاجوبة "الايجابية" لإرتداء النساء للنقاب الكامل، والمبالغ التي يوفرها المجتمع بأكمله والتي كان يبذلها لشراء ادوات المكياج. الطالبات الاميركيات لم يحضرن لقاء رجال الدين، ورتب لهن لقاء مع نساء من التيار السلفي. بعد اللقاء الذي لم تصوره الكاميرا بسبب رغبة النساء السعوديات، والذي غلب عليه تأكيد نساء التيار السلفي بسعادتهن بحياتهن هذه وانزعاجهن الشديد من ضغوطات الغرب على المجتمع السعودي للتغيير، بعد هذا اللقاء امتنعت بعض الطالبات الاميركات عن الحديث للكاميرا لبعض الوقت، بسبب ما وصفهن من "صدمتهن" مما جرى في اللقاء. وارتباكهن مما يحصل.

ما تردد طوال الفيلم من الرسمين السعودين ومن الناس العاديين ان السعودية في طريقها البطيء في التغيير، الطريق الذي يناسب البلد والظروف الاجتماعية والتقاليد المتوارثة، وبأن الضغوطات الغربية تعرقل هذا التغيير. المخرجة نور الدباغ، والتي درست ايضًا في جامعة هارفرد الاميركية، ادارت حوارات جيدة مع الطلاب الاميركيين، حوارات كانت لا تنقصها الفكاهة والتي تناسب اجواء الطلبة، المخرجة غابت كثيرًا باسئلتها او تدخلاتها في لقاءاتها مع السعوديين في الفيلم، والاثر المهم الذي كان يمكن ان تتركه بأسئلة حادة، ناقدة او موضحة.

- See more at: http://www.elaph.com/ElaphWeb/Cinema/2008/4/322035.htm#sthash.YXpueQ7D.dpuf

bottom of page